تُعد القدم الحنفاء عند الأطفال حديثي الولادة واحدة من التحديات الشائعة التي يمكن أن يواجهها الرضع حول العالم. تؤثر هذه الحالة على شكل ووظيفة القدم وتتطلب علاجًا فعّالًا لضمان نمو صحي وحياة طبيعية. يُعطي العلاج المبكر والفعّال للقدم الحنفاء فرصًا ممتازة للشفاء التام والتعافي الكامل. في هذا المقال، سنستعرض نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء وأهمية العلاج المبكر والمناسب لتحسين جودة حياة الأطفال المصابين بهذه الحالة. تابعوا مقالنا حتى النهاية للحصول على كافة التفاصيل.
ما هي القدم الحنفاء؟
القدم الحنفاء عند الأطفال حديثي الولادة هي تشوهات خلقية في القدم تظهر عند الولادة، تتمثل في انحراف قدم الطفل عن وضعها الطبيعي أو تشوه شكلها. تنشأ هذه الحالة نتيجة لانقطاع الأوتار المتصلة بالعضلات عن العظم، مما يؤثر على هيكلية القدم ويمنعها من التطور بشكل صحيح.
يمكن أن تكون القدم الحنفاء خفيفة أو شديدة، وقد تصاحبها مشاكل في المشي والحركة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح و تختلف عن القدم المخلبية عند الاطفال.
على الرغم من تحدياتها، فإن نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء دون الحاجة إلى جراحة تعد كبيرة، مما يسمح للأطفال بالتطور والنمو بشكل طبيعي، ولكن في بعض الحالات يستلزم علاجها اللجوء للجراحة.
أعراض القدم الحنفاء
أعراض القدم الحنفاء تشمل ما يلي:
انحراف القدم إلى الأسفل والداخل، مما يزيد من ارتفاع القوس الطبيعي للقدم ويدير الكعب إلى الداخل.
التواء القدم بشكل شديد لدرجة أنه يبدو وكأنها مقلوبة رأسًا على عقب.
قصر طول الساق ناحية القدم المتأثرة عن القدم الأخرى.
نقص نمو عضلات الساق ناحية القدم المتأثرة .
على الرغم من شكلها، فإن القدم الحنفاء بحد ذاتها لا تسبب أي شعور بالانزعاج أو الألم.
نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء
تظهر دراسات أنه عند بدء العلاج في الأسابيع الأولى من الحياة، تكون نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء أكثر من 90% خصوصًا بطريقة بوسينتي، هذا يعني أن معظم الأطفال الذين يتلقون العلاج في هذه المرحلة ينمون ويتطورون بشكل طبيعي ويتمكنون من العيش بدون أي أعراض جسدية، أو ألم، أو اضطراب في المشي بسبب القدم الحنفاء.
وتعتمد نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء على عدة عوامل، بما في ذلك شدة الحالة ومدى استجابة الطفل للعلاج. ومع ذلك، قد تكون هناك حالات نادرة حيث لا يكون العلاج فعالًا بشكل كامل، وقد تتطلب هذه الحالات إجراءات جراحية إضافية لتحقيق النتائج المرجوة.
علاج القدم الحنفاء
علاج القدم الحنفاء عادة ما يبدأ في الأسبوع الأول أو الثاني بعد الولادة نظرًا لمرونة عظام ومفاصل وأوتار الرضيع الكبيرة. الهدف من العلاج هو تحسين مظهر ووظيفة قدم طفلك قبل أن يتعلم المشي، بهدف منع الإعاقات طويلة الأمد.
وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
مد القدم المصابة وتجبيرها (طريقة بونسيتي)
في هذه الطريقة:
يقوم الطبيب بتحريك قدم الرضيع إلى وضع صحيح ثم وضعها في جبس للحفاظ على هذا الوضع.
يتم إعادة توجيه ووضع الجبس مرة واحدة في الأسبوع لعدة أشهر.
يتم عمل إجراء جراحي طفيف لتمديد وتر أخيل (Achilles tendon).
العناية بعد الجبس:
بعد التجبير يجب الحفاظ على وضع القدم الصحيح عن طريق:
القيام بتمارين التمدد مع الرضيع.
وضع الرضيع في أحذية وأجهزة تقويمية خاصة.
التأكد من ارتداء الأحذية والأجهزة التقويمية حسب التوجيهات الطبية.
الجراحة
في حالة عدم استجابة القدم للعلاجات غير الجراحية أو في حالة شدتها، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة أكثر تدخلاً.، حينه يمكن لجراح العظام تمديد أو إعادة وضع الأوتار والأربطة لمساعدة القدم على الانتقال إلى وضع أفضل.
الرعاية بعد الجراحة:
بعد الجراحة، يتم وضع الطفل في جبس لمدة تصل إلى شهرين.
يحتاج الطفل إلى ارتداء جهاز تقويمي لمدة عام تقريباً لمنع عودة القدم الحنفاء.
من خلال العلاج المنظم والمتابعة الدقيقة، يمكن أن تكون نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء عالية جدًا، ليستمتع هؤلاء الأطفال بنمو طبيعي وحياة نشطة وصحية.
أهم نصائح علاج القدم الحنفاء عند الأطفال حديثي الولادة
في علاج القدم الحنفاء عند الأطفال حديثي الولادة، هنا بعض النصائح الهامة لتكون نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء كبيرة، وتتمثل تلك النصائح فيما يلي:
يجب بدء العلاج في الأسابيع الأولى بعد الولادة لزيادة فرص الشفاء والتعافي الكامل.
يجب الالتزام بالعلاج والتوجيهات الطبية بشكل مستمر، بما في ذلك الجلسات الدورية لتغيير الجبس والتمارين التوجيهية.
يجب على الوالدين متابعة العلاج في المنزل والقيام بالتمارين التوجيهية الموصوفة من قبل الطبيب.
يجب أن يتم متابعة تقدم العلاج بانتظام من قبل الطبيب المختص، ويمكن أن تتطلب الحالات الشديدة المزيد من الفحوصات والعناية.
يجب على الوالدين التأكد من استخدام الأحذية الخاصة والأجهزة التقويمية بشكل صحيح ولمدة الزمن المطلوبة لتحقيق النتائج الأمثل.
قد يكون من المفيد للوالدين الحصول على دعم نفسي أثناء علاج القدم الحنفاء لتقديم الدعم العاطفي للطفل وتخطي الصعوبات التي قد تواجههم.
ختامًا فإنه باستخدام طرق العلاج الفعّالة مثل طريقة بونسيتي، يمكن أن تكون نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء التي يحققها الأطباء كبيرة، مع التأكيد على أهمية العلاج المبكر الذي له تأثير كبير على النتائج العلاجية، مما يجعل من المهم جدًا التعرف على العلامات والأعراض المبكرة للقدم الحنفاء والبدء في العلاج في أقرب وقت ممكن.
اتصل الآن بالدكتور مصطفى بركة -دكتوراه جراحة عظام الأطفال وإعادة بناء الأطراف وأستاذ مساعد جراحة العظام – كلية الطب جامعة عين شمس - القاهرة، للحصول على استشارة متخصصة في علاج قدم الحنفاء لطفلك، حيث يحظى الدكتور مصطفي بركة بخبرة واسعة في علاج هذا الاضطراب الخلقي. احجز موعدك الآن للتشاور والبدء في رحلة تحسين صحة وجودة حياة طفلك.
قد يهمك ايضاّ معرفة بقية المقالاتللإطمئنان علي صحة طفلك :
ما هي الخطوات التالية بعد اكتشاف القدم الحنفاء لدى الطفل؟
يجب الاتصال بطبيب متخصص في علاج الأطفال والتشاور معه بشأن الخطوات التالية، ومن المحتمل أن يوجه الطبيب إلى استشارة مع جراح عظام الأطفال لتقييم وبدء العلاج المناسب.
ما هي أسباب القدم الحنفاء؟
السبب الرئيسي للقدم الحنفاء غير معروف تمامًا، لكن يُعتقد أنه قد يكون ناتجًا عن تأثير مشترك للعوامل الوراثية والبيئية.