هل تعلم أن ليونة العظام عند الاطفال تعتبر من الحالات الشائعة التي تؤثر على صحة العديد من الأطفال؟، لذا يعد فهم أسباب ليونة العظام أمرًا مهمًا لكل ولي أمر، حيث يمكن أن تكون التدابير الوقائية اللازمة مفتاحًا للوقاية من هذه الحالة. في هذا المقال، سنستعرض أسباب ليونة العظام عند الأطفال ونقدم أربع نصائح مهمة لتجنب الإصابة بها، مع استعراض أبرز المعلومات عن طرق ومدة علاج لين العظام عند الأطفال، ليتكون عند الوالدين تصورًا شاملًا لتلك الحالة، ما عليكم إلا متابعة مقالنا للنهاية.
نبذة عن ليونة العظام عند الاطفال وأسبابها
ليونة العظام أو الكساح هي مرض يصيب الأطفال ويتسبب في تلين العظام، مما يجعلها تنحني وتنكسر بسهولة أكبر من المعتاد.
تختلف ليونة العظام عن هشاشة العظام، وهي حالة مشابهة تظهر عند الكبار. الفرق بينهما هو أن ليونة العظام تحدث فقط في الأطفال لأن عظامهم لا تزال في مرحلة النمو، مما يسبب الأعراض الكلاسيكية للعظام المعوجة أو المنحنية. أما عظام الكبار فقد انتهت مرحلة النمو لديهم ولا يعانون من هذا الأعراض (ما لم يكونوا مصابين بليونة العظام ولم يعالجوها في الطفولة).
أسباب ليونة العظام عند الاطفال
عادة ما تكون مشاكل التغذية أو الجينات هي السبب في ليونة العظام على النحو التالي:
ليونة العظام الغذائية
يحدث هذا النوع من ليونة العظام نتيجة عدم تناول كمية كافية من فيتامين د، الذي يستخدم لامتصاص الكالسيوم. بعض الأسباب لهذا النقص تشمل:
عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس (التي تساعد الجسم على إنتاج فيتامين د بنفسه).
نقص فيتامين د في نظام الطفل الغذائي، يمكن أن يحدث هذا في حالات حساسية اللاكتوز، أو الظروف التي تقيد مقدار فيتامين د الذي يمكن لجسم طفلك امتصاصه (مثل مرض كرون، مرض السيلياك، أو التهاب القولون التقرحي).
الحمية المنخفضة جدًا في الكالسيوم.
ليونة العظام الموروثة
يحدث في العديد من الأمراض الوراثية خلل في كيفية امتصاص جسم الطفل لفيتامين د. كما تؤثر حالات وراثية أخرى على كيفية تعامل الجسم مع الفوسفور ويتسبب أيضًا في ليونة العظام. هذه الأنواع من الاضطرابات نادرة الحدوث.
عوامل الخطر للإصابة بليونة العظام عند الاطفال
تعد الحالات التالية أكثر عرضة لمرض الكساح أو ليونة العظام عند الاطفال:
الأطفال الرضع في أعلى مستويات الخطر، خاصة الذين يتغذون على الحليب الطبيعي.
الأطفال الذين لا يحصلون على كمية كافية من أشعة الشمس في الهواء الطلق، خاصة في فصل الشتاء.
الأطفال ذوي البشرة الداكنة، حيث يستغرق وقتًا أطول لامتصاص كمية كافية من أشعة الشمس لإنتاج الكمية المطلوبة من فيتامين د.
علاج ليونة العظام عند الاطفال
علاج ليونة العظام عند الاطفال يشمل عادة التعامل مع السبب الأساسي للحالة، وكذلك مدة علاج لين العظام عند الأطفال.
ويمكن أن يتضمن العلاج العديد من الخطوات والتدابير التي تساعد في تحسين حالة الطفل. إليك بعض الخيارات الشائعة في علاج ليونة العظام عند الاطفال:
تغييرات في النظام الغذائي عن طريق زيادة تناول فيتامين د، سواء من الأطعمة المحسنة بالفيتامينات أو من المكملات الغذائية، كما يمكن أن يشمل النظام الغذائي زيادة فيتامينات أخرى مثل الكالسيوم والفوسفور.
تعرض لأشعة الشمس حث يساعد الحصول على كمية كافية من أشعة الشمس على إنتاج الجسم لفيتامين د بشكل طبيعي، لذلك، ينصح بإشراك الأطفال في الأنشطة في الهواء الطلق لفترات قصيرة ومنتظمة.
في بعض الحالات الشديدة عندما تكون العظام مشوهة بشكل كبير، قد يكون الأمر ضروريًا استخدام أجهزة تقويمية أو إجراء جراحة لتصحيح تشوهات العظام.
إذا كانت ليونة العظام ناتجة عن اضطراب وراثي أو حالة طبية أخرى، فقد يتطلب العلاج معالجتها.
من المهم التعاون مع فريق طبي متخصص لوضع خطة علاجية مناسبة لحالة الطفل ومتابعة تطورها على مدار الزمن. العلاج المبكر والمناسب هما الأساس لتحقيق النتائج الإيجابية والوقاية من المضاعفات المحتملة.
مدة علاج لين العظام عند الأطفال
مدة علاج لين العظام عند الأطفال تختلف علي حسب نوعها:
لين العظام الناتج عن نقص الفيتامين D قد يتراوح بين أسابيع إلى أشهر، اعتمادًا على شدة الحالة، وغالبًا ما تتحسن معظم الأعراض مثل الضعف أو الألم خلال بضعة أسابيع، ويتحسن النقص في فيتامين D في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع، وإذا كان الطفل يعاني من أي انحناء في العظام، فقد يستغرق التحسن أشهرًا (وقد يحدث هذا بشكل طبيعي ولكن قد يتطلب الأمر جراحة أو استخدام تقويم).
أما بالنسبة للحالات الوراثية لليونة العظام، فنقص فيتامين D هو أحد الأعراض التي يمكن علاجها، ولكن المرض الذي يسببه هو حالة مزمنة. يمكن لأخصائي عظام الأطفال مساعدة الوالدين في تعلم كيفية التعامل مع حالة الطفل على مدار الحياة.
نصائح لتجنب ليونة العظام عند الاطفال
باتباع النصائح التالية يمكن حماية طفلك من مرض الكساح والإصابة بلين العظام:
تناول المكملات الغذائية للنساء الحوامل مثل مكملات فيتامين د والكالسيوم وفقًا لتوجيهات الطبيب، حيث يُفضل تناول ما لا يقل عن 600 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا. كما قد ينصح الطبيب بزيادة الجرعة إلى 2000 وحدة دولية يوميًا.
استخدام قطرات فيتامين د التي تتوفر في معظم الصيدليات، وينصح بإعطاء جميع الرضع الذين يُرضعون طبيعيًا 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا.
التعرض لأشعة الشمس حيث يصنع الجسم فيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس.
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل بعض أنواع الأسماك (وخاصة سمك السلمون)، والأطعمة المعززة بفيتامين د أي أنه يتم إضافة الفيتامين إليها مثل الحليب وعصير البرتقال والحبوب الغنية بالألياف.
في حالة الأمراض الوراثية التي تسبب ليونة العظام، فإن المرض نفسه ليس قابلاً للوقاية. ومع ذلك، إذا كنت تعلم أنك أو طفلك قد ورث اضطرابًا وراثيًا، فقد تسهل الفحوصات الجينية المبكرة منع تطوير ليونة العظام نتيجة لذلك.
في النهاية، يُظهر الاهتمام بتوفير التغذية السليمة والتعرض المنتظم لأشعة الشمس أهمية كبيرة في الوقاية من ليونة العظام عند الاطفال. بالإضافة إلى ذلك، توفير الرعاية الطبية المناسبة والمتابعة الدورية مع الأطباء يساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلة صحية والتعامل معها بفعالية.
لذا، لا تتردد في الاستشارة مع الدكتور مصطفى بركة -دكتوراه جراحة عظام الأطفال وإعادة بناء الأطراف وأستاذ مساعد جراحة العظام – كلية الطب جامعة عين شمس - القاهرة، للحصول على المزيد من المعلومات والنصائح حول كيفية الوقاية من ليونة العظام وعلاجها.